رفض الشيخ عائض القرني، فتوى الشيخ صالح اللحيدان -رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية، التي أباحت دم أصحاب الفضائيات ووصفتهم بالمفسدين في الأرض- مؤكدا أن فتوى العالم ليست رأي نبي. وأكد الشيخ القرني، خلال الحلقة الثالثة عشر من برنامج حياتنا الذي يعرض حصريا على شاشة mbc ، أن كل يؤخذ من كلامه ويرد. ورغم أن الشيخ القرني أكد أنه يحسن الظن بالشيخ صالح اللحيدان، لعلمه وفضله، إلا أنه ينتظر منه التوضيح ليتثبت من الأمر، وأشار إلى ردود علماء المملكة العربية السعودية الرافضين للفتوى مثل الشيخ "صالح الفوزان". وانتقد القرني هذا الرأي الذي تناقلته وسائل الإعلام، مؤكدا أنه يمكن استغلاله لإحداث فتنة في المجتمع، وأنه لا يمكن معاقبة أحد إلا بناءً على حكم قضائي. وكان الشيخ صالح اللحيدان قد أفتى بقتل ملاك الفضائيات العربية الذين وصفهم بالمفسدين في الأرض، وذلك أثناء برنامج إذاعي بثته إذاعة القرآن الكريم في السعودية في إجابته على استفسارات المستمعين. وقال الشيخ -ردا على سؤال حول الموقف من ملاك القنوات الفضائية العربية التي تثير الفتنة-: "إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعهم ولم يمتنع قد يحل قتله؛ لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاء، فالأمر خطير لأن الله جل وعلا لما ذكر قتل النفس قال: "أو فساد في الأرض"، فالإنسان يقتل بالنفس أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق، والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض". وقد ذكرت تقارير صحفية أن أوساطا علمية وقيادات دينية سعودية بصدد التحرك لإقناع رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية الشيخ صالح اللحيدان بالتراجع عن فتواه، التي أثارت لغطاً كبيراً تجاوز السعودية إلى دول آخري. وأعرب عدد من شيوخ المملكة عن رفضه لفتوى اللحيدان بينهم الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار بوزارة العدل، والذي اعتبرها "تدعم فئة الإرهاب"، فيما رفض علماء وشيوخ آخرون التعليق عليها حتى يتسنى لهم التأكد من تلك الفتوى. وأبرزت صحيفة الوطن السعودية الموضوع على الصفحة الأولى وأعطته مساحة رئيسة، غير أنها علقت عليه، وقالت "إن هذه الفتوى أثارت جدلاً في مواقع الإنترنت والصحف الإلكترونية، وتسببت في قلق لدى ملاك القنوات الفضائية الرسمية منها والخاصة". وقد حذر الشيخ العبيكان من أن فتوى الشيخ اللحيدان "ستدعم الفئة الضالة والإرهاب"، وذلك خلال تغطية موسعة لردود الأفعال حول الفتوى نشرتها صحيفة الجزيرة اليوم السبت. ورأى أن "الفئة الضالة (المتطرفة) ستستغل هذا الرد كما استغلت الردود السابقة بالذهاب إلى العراق بدعوى الجهاد فيه، والذي ذهب الكثير والكثير من أبنائنا إليه وقبض على بعضهم"، في إشارة واضحة إلى تنظيم القاعدة. وتابع أنها "جاءتهم (الفتوى) على طبق من ذهب ليستغلوها استغلالا سريعا، وليتحركوا لتجنيد شبابنا لإزهاق الأنفس وتفجير المحطات ومواقع ملاك هذه القنوات". كما حذر العبيكان من التداعيات السلبية لتلك الفتوى على صورة الإسلام، قائلا "إن هذا الرد (الفتوى) سوف يكون له آثار سلبية كبيرة على الدولة وعلى سمعة الإسلام وعلى سمعة القضاء السعودي". ودعا العبيكان إلى التحرك لتدراك الأمر، لا سيما أن الفتوى صادرة من رئيس مجلس القضاء الأعلى، مشددا على أنه "لا بد أن تكون هناك وقفة عاجلة من علماء المملكة حتى لا يتصور أن هذا هو رأي وسياسة علماء المملكة أو الجهات الرسمية بالمملكة". ومن جانبه، طلب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء مزيداً من الوقت لاستيضاح الأمر.